تفسير ابن كثر - سورة الأنبياء الآية 44

يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ الْمُشْرِكِينَ إِنَّمَا غَرَّهُمْ وَحَمَلَهُمْ عَلَى مَا هُمْ فِيهِ مِنْ الضَّلَال أَنَّهُمْ مُتِّعُوا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَنُعِّمُوا وَطَالَ عَلَيْهِمْ الْعُمُر فِيمَا هُمْ فِيهِ فَاعْتَقَدُوا أَنَّهُمْ عَلَى شَيْء ثُمَّ قَالَ وَاعِظًا لَهُمْ " أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْض نَنْقُصهَا مِنْ أَطْرَافهَا " اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَاهُ وَقَدْ أَسْلَفْنَاهُ فِي سُورَة الرَّعْد وَأَحْسَن مَا فُسِّرَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى " وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلكُمْ مِنْ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَات لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ يَعْنِي بِذَلِكَ ظُهُور الْإِسْلَام عَلَى الْكُفْر وَالْمَعْنَى أَفَلَا يَعْتَبِرُونَ بِنَصْرِ اللَّه لِأَوْلِيَائِهِ عَلَى أَعْدَائِهِ وَإِهْلَاكه الْأُمَم الْمُكَذِّبَة وَالْقُرَى الظَّالِمَة وَإِنْجَائِهِ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَلِهَذَا قَالَ " أَفَهُمْ الْغَالِبُونَ " يَعْنِي بَلْ هُمْ الْمَغْلُوبُونَ الْأَسْفَلُونَ الْأَخْسَرُونَ الْأَرْذَلُونَ .

تفسير ابن كثر - سورة الأنبياء - الآية 44

كتب عشوائيه

اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث [ جملة ما حكاه عنهم أبو الحسن الأشعري وقرره في مقالاته ]

رسالة في حكم السحر والكهانة

الإخبار بأسباب نزول الأمطار

مكفرات الذنوب والخطايا وأسباب المغفرة من الكتاب والسنة

أعمال القلوب [ الإخلاص ]

اختر التفسير

اختر سوره

كتب عشوائيه

اختر اللغة